نظرة تاريخية

منذ بذرتها الأولى متمثلة في المعهد الإسلامي الإفريقي في 1966م والذي احتضن طلاباً أفارقة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، مرت الجامعة بمراحل مهمة تستحق أن تُسجَّل في صفحات مشرقة من تاريخ تطور التعليم الإسلامي في العالم؛ فقد بدأت تلك المراحل بانتقالها إلى المركز الإسلامي الإفريقي في العام 1977م بمبادرة من حكومة السودان أطلقتها عام 1972م واستجابت لها بكل ترحاب ومحبة كل من المملكة العربية السعودية، ومصر، والكويت، وليبيا، وقطر، والإمارات، والمملكة المغربية.

ثم جاءت المرحلة اللاحقة بتحولها إلى جامعة إفريقيا العالمية في العام 1991م لتتوسع كماً ونوعاً في أداء رسالتها، وتتكثَّف بركاتُها علماً ودعوةً في أصقاع إفريقيا بعد أن ظن بعض -المشفقين -أن قرار تطوير المركز إلى جامعة -مع ما دفع إلى اتخاذه من تحدٍ كبير للقائمين على أمرها، ومع ما صاحبه من أحداث صارت من ذكريات الماضي- هو قرار محكوم بفشله، لكن إرادة المولى جلَّ وعلا قضت بألا توأد التجربة التي تفتقت زهراتها أملاً مبشراً بغدٍ أفضل، واستوت سوقها السامقة خيراً وبركة على المسلمين والدعوة في كل إفريقيا.

لقد شكلت المراحل السابقة سمات مهمة ازدانت بها مسيرة الجامعة، ومراحل مفصلية عززت لدى القائمين عليها الثقة في أنفسهم، وفي رحمات الله وبركاته التي ظللتها بعنايتها فاستحال زمهرير الضيق برداً وسلاماً، وسعة في الرزق، وازدهاراً في الثمار.

وما كان لذلك أن يحدث لولا رأفة الله بهذه المؤسسة، ودعوات الصالحين الأخيار، وقوة الإرادة والمساندة السودانية على الصعيدين الرسمي والشعبي؛ فما طلبت الجامعة شيئاً عزيزاً أو يسيراً إلا كان الوفاء به هو الاستجابة المرجُوَّة، ولكثير من الخيرين في أنحاء العالم القدح المعلي.

بعد كل ما سبق فإننا مقبلون على مرحلة جديدة من مراحل البناء والنماء في إفريقيا نستعين عليها بمدد من فضل الله، وبعبرة مجاهدات إدارات الجامعة المتعاقبة، وبعون إخوتنا من الدول الإسلامية والعربية، ومنظماتها الخيرية التي ما ادخرت شكلاً من أشكال الدعم إلا وقدمت منه ما يعين الجامعة على المضي قدماً في أداء رسالتها.

لقد عقدنا العزم على أن تتبوأ الجامعة مكاناً مرموقاً في مصاف المؤسسات الأكاديمية الإقليمية المتميزة عبر تجويد العمل الأكاديمي في أكمل صورة مستطاعة، وأن تكون مخرجات الجامعة من الخريجين في مستوى عالٍ من التأهيل الأكاديمي والدعوي لنقدم لإفريقيا ولدول العالم الإسلامي ما تستحقه منا كدعاة مؤمنين بأنها تستحق وضعاً أفضل مما هي عليه.

إن ثقتنا في الله تعالى، وفي استمرار رعاية قيادة الدولة في السودان والأشقاء القادة العرب والمسلمين للجامعة، وفي استمداد السند من إخوتنا أعضاء مجلس الأمناء، ومن ورائهم إخوتنا المهمومين برسالة الدعوة في إفريقيا والعالم، هي حادينا في المضي في سبيل تحقيق أهداف الجامعة، وتعزيز العمل الدعوي في إفريقيا أملاً في مثوبة الله ورحمته.

هوية الجامعة:

منذ نشأتها التاريخية تتميز الجامعة بأنها مؤسسة علمية عالمية مستقلة ذات طبيعة خاصة في رسالتها وأهدافها، وهي مؤسسة إسلامية تختار التوسط في منهجها والاعتدال في برامجها، ترتبط بالسودان عبر اتفاقية مقر توفر للجامعة مساحة واسعة من الاستقلال وحرية البحث العلمي؛ حيث تتمتع بجميع الامتيازات والإعفاءات والحصانات الممنوحة للمنظمات الدولية تمكيناً لها لأداء رسالتها على الوجه الأكمل.

إن اتخاذ الجامعة من السودان المنبسط المتسامح مقراً رئيساً لنشاطها الدعوي لهو توفيق من الله عزّ وجلّ؛ فهو بحكم موقعه الجغرافي، وتاريخه الثقافي يمثل بوتقة تنصهر فيها إفريقيا الناهلة من نبع الإسلام الصافي؛ إذ كما ظلَّ السودان ممراً تاريخياً لقوافل الحجيج المتشوقة للنزول بأرض الحرمين، فقد احتضن السودان كذلك وفوداً لا تنقطع من طلاب العلم من أقطار إفريقيا المحيطة به، وتلك البعيدة لتكون الجامعة امتداداً طبيعياً لذلك الإرث الإنساني الفريد.

رسالة الجامعة:

يمكن اختصار رسالة الجامعة في كلمة واحدة هي (الدعوة)؛ وبما أنها مؤسسة علمية ذات شخصية اعتبارية فإن نشر الدعوة الإسلامية عبر العمل الأكاديمي هو رسالتها المركزية، وذلك بتخريج دعاة مؤمنين بعقيدتهم الإسلامية حق الإيمان، ممتلكين لناصية المهارات الدعوية اللازمة، مبدعين في مجالات تخصصاتهم العلمية والأكاديمية، محصنين ضد كل محاولات الاستمالة التغريبية في دولهم، فاعلين في نشر الدعوة، والتبشير بها، والدفاع عنها.

رؤية الجامعة:

كما عبرت الورقة عن رسالة الجامعة بكلمة واحدة هي (الدعوة)، فإن رؤيتها تتمثل في كلمة واحدة أيضاً وهي (التميز)، وذلك عبر تخريج الطلاب غير السودانيين ليصبحوا باحثين، وأساتذة مؤهلين علمياً في مختلف ضروب المعرفة، يساهمون عبر التدريس في تنشئة أجيال متميزة من خريجي المدارس والجامعات في دولهم، ويقدمون عبر العمل المهني المتقن والاحترافي خدمات اجتماعية تجسد القدوة والأسوة الحسنة، ويبتدرون عبر النشاط البحثي مشروعات تستهدف توطين الحلول لمشكلات إفريقيا المزمنة على مختلف الأصعدة التعليمية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والصحية، وغيرها.

أهداف الجامعة:

نص النظام الأساسي للجامعة على أهداف واضحة تسعى لتحقيقها، نوردها هنا للتذكير بها وإدارة النقاش حول سبل تعزيزها، وموالاة استكمال ما نقص منها، وتتمثل في الآتي:

(1) إتاحة فرص التعليم العالي لأبناء إفريقيا وغيرهم حتى تؤهلهم للمساهمة الفاعلة في بناء أوطانهم والنهوض بها في مدارج الرقي والتقدم.

(2) نشر المعرفة وبخاصة العلوم الإسلامية واللغة العربية.

(3)إشاعة قيم التسامح والتوسط والاعتدال.

(4) الاهتمام بالعلوم التطبيقية والتقنية، بجانب العلوم الاجتماعية والإنسانية وتأصيل هذه العلوم حتى ترتبط بتراث الأمة وثقافتها.

(5)الاهتمام بالدراسات العليا والبحث العلمي والتطبيقي من أجل نهضة إفريقيا وتطورها.

(6) تدريب الطلاب على المهارات التقنية والمهنية والتعليمية التي تعينهم على خدمة أوطانهم في مجالات الحياة المختلفة.

(7) تهيئة المناخ الملائم للتفاعل الفكري والوجداني بين الطلاب على اختلاف مجتمعاتهم وأعراقهم، حتى تقوى بينهم معاني الأخوة والتضامن.

مقر الجامعة

يقع مقر الجامعة ضمن المنطقة الجنوبية الشرقية لولاية الخرطوم في مساحة كلية تبلــغ (93)  فداناً تشغل حالياً جزءاً منها مباني الجامعة وهي :

المجمع الرئيسي :

1- مجمع إدارة الجامعة 2- مسجد الجامعة 3- إدارة القبول 4- عمادة الدراســات العليـا 5- كلية الهندسة 6- كلية التربية  7- مركز البحوث والدراسات الإفريقية 8- مركز الدعوة وتنمية المجتمع 9- معهد اللغة العربية 10- المكتبة المركزية 11- المطبعة 12- المخازن 13- داخليات الطلاب 14- الوحدة الصحية والصيدليـة 15- مخبـز الجامعـة 16- سكـن العامليـن 17- ساحات النشاط الرياضي.

وعلى جانب المجمع الرئيس ( غرباً ) تقع مباني :

1- مركز دراسات الطالبات 2- داخلية الطالبات 3- المسجد .

ومن الناحية الشرقية للمجمع الرئيس تقع  مباني :

1- كلية الطب والعلوم الصحية 2- المسجد ، وستكون هذه مجال التوسع الأكاديمي المستقبلي .

ومن الناحية الجنوبية الشرقية للمجمع الرئيس تقع مباني  :

1- كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.

2- كلية الآداب.

3- كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية والسياسية.

4- كلية دراسات الحاسوب.

5- المسجد.

6- مجمع داخليات الطلاب.

نظام التدريس

تقوم الدراسة بالجامعة علي النظام الفصلي مع تقدير أوزان المقررات بالساعات المعتمدة ، وتمنح  الإجازة العلمية بعد إكمال المنهج المرسوم بنجاح في جميع المراحل

يقسم المنهج إلي  فصول دراسية  تحتوي علي مطلوبات الجامعة ، ومطلوبات الكلية  ومطلوبات التخصص ، فمطلوبات الجامعة هي المقررات التكوينية المشتركة التي يدرسها الطلاب بمختلف تخصصاتهم ، وتتكون من مواد:  الدراسات الإسلامية، واللغات ، والدراسات الاجتماعية  مع النشاط اللاصفي المصاحب، ومطلوبات الكلية هي: المواد المقررة علي طلاب الكلية الواحدة وإن اختلفت تخصصاتهم الفرعية ، ومطلوبات التخصص هي المواد المقررة علي طلاب التخصص المعين.

لغة التدريس

إعتمدت الجامعة اللغة العربية لغة للتدريس في جميع الكليات والمعاهد والمراكز في المرحلة الجامعية الأولي  (البكالوريوس) ، ويجوز  استخدام الرموز الأجنبية  للتعبير عن بعض المصطلحات العلمية والطبيعية  كما أعتمدت اللغة الإنجليزية  لغة مساعدة للتدريس بكلية الطب ، واللغة العربية هي لغة التدريس وإعداد الرسائل بمراحل الدراسات العليا وللمجلس العلمي الموافقة على استعمال لغة أخرى في حالات خاصة